- الفتاوى / ٠04القرآن
- /
- ٠2تفسير القرآن
سؤال:
فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى في سورة المدثر الآية 51:
﴿ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51)﴾
أريد تفسير لهذه الآية لأنني قرأت في تفسير ابن كثير بان (( قَسْوَرَةٍ )) هي كلمة حبشية وباللغة العربية تعني كلمة (( قَسْوَرَةٍ )) ؛ الأسد.
هل صحيح بأنها كلمة حبشية ؟
وان كانت كذلك لماذا استخدمها الله سبحانه وتعالى، حيث أن الله قال في الكتاب الكريم بأنه انزل القران عربي بلسان عربي..
معقول أن يحوي المصحف على كلمات ليست عربية ؟..
أرجو الإجابة على كل كلمة وردت في هذه الرسالة لما في ذلك من غاية.
وجزاكم الله عنا كل خير
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد.
الأخ الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي:
نعم هذا هو قول ابن عباس في تفسير (( قَسْوَرَةٍ )) هي حبشية معناها في العربية الأسد.
وقد اختلف الأئمة في قضية وقوع المعرب في القرآن الكريم فذهب بعضهم ومنهم الشافعي رحمه الله تعالى إلى عدم وقوعه مستدلين بقوله تعالى قرآنا عربياً وذهبوا إلى أن ما ورد في ذلك من مثل قول ابن عباس في (( قَسْوَرَةٍ )) إنما هو من قبيل توارد اللغات فتكلمت به العرب والحبشة بلفظ واحد وهذا من باب أن اللغة العربية واسعة فما ذكره القرآن فقد تكلمت به العرب يقول الشافعي رحمه الله لا يحيط باللغة إلا نبي.
وذهب آخرون إلى وقوع المعرب في القرآن وقالوا إن ما ورد فيه من ألفاظ معربة لا يقدح في كونه قرآنا عربياً إذ الألفاظ المعربة يسيرة جداً والعبرة للغالب كما استدلوا باسم إبراهيم الممنوع من الصرف للعلمية والعجمة اتفاقاً إلا أن هذا الدليل لا يقوم لأن إبراهيم اسم علم وهذا لا خلاف في وقوعه.
ونقل السيوطي رحمه الله أن هناك حكمة من وقوع تلك الألفاظ في القرآن وهي أن القرآن حوى علوم الأولين والآخرين ونبأ كل شيء فلا بد أن تقع فيه الإشارة إلى أنواع اللغات لتتم إحاطته بكل شيء فاختير له من كل لغة أعذبها وأخفها وأكثرها استعمالاً للعرب.